من الأمور المهمة للمحامي ألا يغفل عن صحته وسلامة عافيته وسروره بالحياة، وهو ما يتطلب الحذر من آثار بيئة العمل القاسية، والمواجهات الساخنة بالمحاكم.
ويمكن رسم بعض التوجيهات المفيدة في هذا الموضوع:
١- الحرص على النوم المبكر. فلا أصعب على الجسد من الدوام الشاق بعد سهر طويل!
وقد لمست أثر كفاية ساعات النوم على أداء المرافعة، وهو أثر إيجابي كبير، فيقبل الإنسان على المحكمة بكامل طاقته وبنفسية هادئة.
٢- عدم الاستغراق في تقمص شخصية الموكل لدرجة تحمل هم المعاناة نيابة عنه!
فهذا مما يشق على مشاعر المحامي، ويجلب له الهم المقلق.
فالواجب هو الدفاع عن عدالة موقف العميل بكل الوسائل المتاحة لا أكثر من ذلك.
٣- تطبيق النص النبوي بشكل كامل عندما قال عليه الصلاة والسلام ( إن لربك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه). وهو نظام التوازن الإسلامي.
٤- تحديد ساعات العمل في مكتب المحاماة. والانصراف عند انتهاء الدوام؛ لأن المحامي لو بقي بمكتبه حتى اليوم الثاني لما أنجز كل الأعمال المعلقة.
لذلك فلابد من تفهم ضرورة أخذ ساعات استجمام من العمل، وعدم المبالغة في مواصلة الدوام لساعة متأخرة، فلذلك آثار سلبية على الصحة المادية والمعنوية للمحامي.
٥- توزيع العمل بين الفريق بالمكتب، والتعاون مع الخبراء في إنجاز القضايا، وعدم تحمل مسؤوليات أكثر مما يمكن. وفي هذا السياق أجد أن من الخطأ استقبال المحامي لكم من القضايا يفوق قدراته وإمكاناته؟!
٦- إغلاق الجوال خارج بيئة العمل. ويمكن تخصيص جوال آخر للحياة الاجتماعية.
٧- ممارسة الرياضة بانتظام، وقراءة كتب تطوير الذات.
٨- البعد عن المصادمات والانفعالات الزائدة ما أمكن، فقوة الترافع لاتعني الغضب أو التشنج.
٩- الرضا بالقضاء والقدر.
فإذا كسبت القضية فاحمد الله، وإن خسرتها فاحتسب الأمر عند الله، وانسَ القضية.
١٠- تفريغ الشحنات السلبية المتولدة من ضغوط العمل ومواجهاته. وهذا يتم بالحديث مع زملاء المهنة في المجالس والقروبات، وقد قال أبو العلاء المعري:
إذا ما عراكم حادث فتحدثوا
فإن حديث القوم ينسي المصائبا
وقال آخر:
ولابد من شكوى إلى ذي مروءة
يواسيك أو يسليك أو يتوجع.
كما يتم ذلك بتنظيم برامج الترفيه والسفر.
حفظنا الله جميعاً من أسباب الهم، ومتعنا بالصحة والعافية ، والله الموفق
د. يوسف الجبر
Leave a Reply